من أنا

صورتي
صلاله, Oman
إقرأ .. أجمل ماتقرأ.. أكتب.. وأجمل ماتكتب.. أحفظ .. وأجمل ماتحفظ .. حدث به الآخرين.

الاثنين، 28 سبتمبر 2020

إفعل شيئاً مختلفاً .. والتغيير.

مقولة  تُنسَب إلى العالم الفيزيائي الكبير إلبرت أينشتاين، مقولة صحيحة وقوية ومؤثرة. تقول المقولة: "من الغباء أن تفعل نفس الشئ مرتين بنفس الأسلوب وتنتظر نتيجة مختلفة". يبدو أن أينشتاين معصّب على حد، هوّن عليك يا إلبرت!!. إذا جاءت على مرتين فالأمر هيِّن، فما بالكَ بثلاث وأربع وعشر مرات!!. يمكن البعض ينسى أنه يعيد نفس الأسلوب، أو أنه لا يدرك أن ما يفعله خطأ أو ممكن لا ينشد التغيير من أفعاله.

فمن يسعى نحو التغيير، عليه أن  يبدّل أسلوبه لكي يحصل على نتيجة مختلفة، أي إفعل شيئاً مختلفاً. بالمناسبة، هذا عنوان كتاب للكاتب الرائع عبدالله علي العبد الغني. كتاب مبسط وبه معلومات وطرق كثيرة ومفيدة للتغيير. فمراحل تغيير الأسلوب أولاً الاعتراف بأن ما قمت به في السابق كان أسلوب خاطئ ثم التفكير في الأسلوب البديل وبعدها توكل على الله ونفّذ. وهنا لابد أن تكون النتيجة مختلفة، المهم أنها سوف تسعد أينشتاين. من ضمن أحد الأساليب البديلة هي الصدمة. نعم، التغيير بالصدمة.

أَمَا سمعتَ من قبل مثل الجمل الآتية: والله صدمني عندما قال كذا ( غيّر أسلوبه بأن استخدم كلمات مختلفة وغير متعود عليها). والله صدمتني في العرس (غيّرت صديقتها شكلها بالكامل بالمكياج!!). أُخبركم أخيراً وبإختصار قصة الطفل عبدالله – بالصف الأول الإبتدائي – كيف تغّير بالصدمة. عبدالله كان يكره المدرسة ويبكي يومياً من أول ما يستيقظ وحتى وصوله إلى المدرسة. أمه تجبره أن يذهب إلى المدرسة وسائق الباص ومشرفة الباص والمعلمة كلهم يعاملوه بالأوامر وعليه أن ينفّذ. وفي أحد الأيام عندما توقف الباص ليركب أحد الطلاب، هرب عبدالله من الباص وصار يجري ويبكي. وعندما سألوني ما الحل؟ قلت لهم أن الطفل بحاجة إلى صدمة!! إنصدموا أهله!! وأنا إنصدمت من صدمتهم!!. عموماً وافقوا بالصدمة وهي أن يقولوا لعبدالله لن تذهب إلى المدرسة بعد اليوم حتى نحل مشكلتك مع المدرسة. استبدلنا عبارة إذهب إلى بعبارة لن تذهب إلى المدرسة وسوف تجلس مع جدتك في البيت. طبعاً اِستغرب الطفل وصمت لبرهة وفرح فرحاً كأنه تخرج من الجامعة. وبدأ يضحك على إخوانه، وإخوانه بدأوا يغاروا منه. يوم ويومين على نفس الحال. بدأ القلق يساور أهله خوفاً من أن يعجبه الوضع ويترك الدراسة أو على الأقل تتراكم عليه الواجبات المدرسية. قلت لهم الطفل بعده في الصف الأول وليس الصف الثاني عشر وأصبروا أيام قليلة أخرى. في اليوم الثالث، قال عبدالله لأهله إنه سوف يذهب إلى المدرسة وإنه مشتاق لأصدقائه وللمعلمة. طار الجميع من الفرح وأنا أولهم!!.

تغيّر عبدالله إيجابياً في المدرسة والبيت. الخلاصة، هي أن الذي تغيّر ليس عبدالله. الذي تغيّر هو أهل عبدالله وسائق الباص والمشرفة والمعلمة. إذا تغيّر الكبار فسوف يتغيّر الصغار. وأعتذر على الإطالة.