من أنا

صورتي
صلاله, Oman
إقرأ .. أجمل ماتقرأ.. أكتب.. وأجمل ماتكتب.. أحفظ .. وأجمل ماتحفظ .. حدث به الآخرين.

الجمعة، 18 سبتمبر 2020

لفت إنتباهي (10): طه حسين .. والإستحقاق

كتاب "الأيام" بأجزائهِ الثلاثة لعميد الأدب العربي طه حسين من أمتع ما قرأت. جمال التعبير وبساطة اللغة وصدق السرد من السمات السائدة في الرواية. الكتاب يُصَنّف على أنه من كتب السير الذاتية حيث كان يسرد فيه قصة حياته. الذي لفت انتباهي هو رغم أنه كتاب سيرته الذاتية إلا أنه استخدم ضمير "هو" بدلاً من "أنا". استخدم عبارات مثل كان الصبي وكان الفتى، الصبي والفتى هو طه حسين نفسه. استخدم ضمير أنا عندما وجدَ نفسه أنه يستحق إحدى البعثتين الدراسيتين إلى أوروبا وبالتحديد إلى فرنسا. أظهرَ قدراته وامكانياته واستحقاقه للبعثة الدراسية في ثلاث رسائل، تم رفض الأولى والثانية وجاءته الموافقة بعد الرسالة الثالثة.

يغفل و/أو يتغافل أو بالأصح يجهل و/أو يتجاهل بعض المسؤولين عن قدرات ومهارات الكفاءة لدى بعض الموظفين لديهم. إما بسبب عدم قدرة المسؤول على اكتشاف تلك القدرات، وغالباً يكون هذا المسؤول من النوع الإداري وليس القيادي. وإما بسبب عدم قدرة الموظف نفسه من إبراز قدراته، وهذا النوع يحتاج إلى تعزيز ثقته بنفسه بالتشجيع والتحفيز وتسهيل البيئة المناسبة لإبداعاته. وإما لسبب ثالث لا أعلمه. هنا يحق للموظف ذو المهارات أن يستخدم ضمير أنا، كما فعل طه حسين لأنه يستحق ذلك!.

بالنسبة للقيادي، ولكي لا أطيل عليكم، أذكر لكم صفة واحدة تميزه عن الإداري. القيادي ليس مسؤول مسؤولية مباشرة عن النتائج، القيادي مسؤول عن الناس المسؤولة عن النتائج. ثق تماماً أن النتائج سوف تكون على ما يرام طالما الموظفين وجدوا منك الاهتمام والتقدير والاحترام. ولأني أُعجبتُ بهذه المعلومة باللغة الإنجليزية  وأعرف أنه ليس المقام لذكرها بهذه اللغة في حضرة عميد الأدب العربي إلا أني سوف أذكرها وأعتقد أنه سوف يسامحني!.

 Leaders are not responsible for the results. Leaders are responsible for the people who are responsible for the results.