من أنا

صورتي
صلاله, Oman
إقرأ .. أجمل ماتقرأ.. أكتب.. وأجمل ماتكتب.. أحفظ .. وأجمل ماتحفظ .. حدث به الآخرين.

السبت، 12 سبتمبر 2020

من مقومات الأسرة الناجحة

فرغتُ في الأيام القليلة الماضية من قراءة رواية "السعادة الزوجية" للروائي الكبير ليو تولستوي والتي أبدع في وصف الكثير من العواطف والمشاعر الإيجابية بين الزوجين وصفاً دقيقاً جميلاً، ورغم فارق السن الكبير بين الزوجين، لم تخلو أحداث الرواية من تقصير في التعامل من قِبل الزوج لزوجته مما أدى إلى فتور في جزء من حياتهما الأسرية. تذكّرتُ حينها  ما قاله أحد المشاركين في أحد المنتديات الأسرية بمحافظة ظفار عن مقدرة الشباب لتكوين أسر ناجحة مستقبلاً وذكرَ حينها نسبة كبيرة جداً - لن أذكرها لضخامتها - غير قادرة على ذلك.

أساسيات تكوين أسرة ناجحة مبنية على المحبة والتسامح والاحترام، وبعد ذلك تكتمل المقومات الأخرى لحياة سعيدة.  ولأهمية مهارة الكلام الإيجابي والمدح والثناء، حكىَ الدكتور جاسم المطوع – أحد المتخصصين الرائعين في مجال الأسرة – قصة امراة طلبت منه كونه قاضي أحوال شخصية الطلاق من زوجها مع أنها ذكرت قائمة طويلة عريضة من صفات إيجابية بحق زوجها. وقالت في النهاية أن السبب وراء ذلك هو أنه لا يُسمِعُها كلام جميل طوال فترة زواجهما – 15 سنة. فتفاجأَ دكتور جاسم وطلب مقابلة الزوج وأخبره ما جاءت به زوجته وطلبها. فأعترف الزوج بذلك وقال: فعلاً لم أُسمِعُها كلام جميل لأني لم أتربى على ذلك. أخرجَ الدكتور ورقة وكتبَ له فيها جدول مدح وثناء على إبتسامتها وطبخها ولبسها وشعرها لمدة أسبوع. ثم استدعى بعد ذلك الزوجة وقال لها: تعالي بعد أسبوع أطلقكي من زوجك. قال الدكتور جاسم: لم أراهما منذ تلك اللحظة!!.

ختاماً، مهارات الذكاء العاطفي – دانيال جولمان أشهر من كتب في هذا المجال - المتمثلة في مهارات التواصل الفعال مع الآخرين من أهم مقومات الأسر الناجحة. وهذه المهارات مكتسبة ليست حكراً على أحد بل للجميع، اعرفها ومارسها ثم تصبح جزء منك وتصبح قادراً على تكوين أسرة ناجحة.