من أنا

صورتي
صلاله, Oman
إقرأ .. أجمل ماتقرأ.. أكتب.. وأجمل ماتكتب.. أحفظ .. وأجمل ماتحفظ .. حدث به الآخرين.

الأربعاء، 29 يوليو 2020

لفت إنتباهي (6): الدهاريز أم الدهاليز؟!!



كنت أتصفح إحدى المقالات من أرشيف مقالات مكتبتي المتواضعة، كُتِب المقال قبل 125 سنة (1895م). المقالة عبارة عن 29 صفحة كتبها الرحّالة "ذيودور بنت" عن رحلته من مسقط إلى ظفار في فترة حكم السلطان فيصل بن تركي. وصف الكاتب تفاصيل الرحلة وصفاً ممتعاً، تحدث مثلاً عن أشجار اللبان وكيفية حصاده وتجارته. ووصف أيضاً بعض النباتات التي تشتهر بها ظفار في تلك الفترة. دربات وشلالاته وخور روري وحكاياته نالت أيضاً نصيب من الوصف الدقيق في المقالة. توقفوا خلال رحلتهم في مرباط وطاقة ورزات والبليد والرباط والحافة وريسوت وغيرها.

لستُ هنا لذكر التفاصيل ولكن ما لفت انتباهي في الخارطة المرفقة مع المقال هو اسم الدهاليز مذكور بدلاً من الدهاريز الذي نعرفه اليوم. بحثت في المعاجم عن معنى الدهاريز والتي مفردها دهريز ولم أجده لكن ما هو متداول قديماً محلياً أن الدهريز هو الغرفة. بينما وجدت معنى دهليز وهو المدخل أو الممر بين الباب والدار. كما مرَّ عليَّ بهذا المعنى كثيراً في عدة روايات قرأتها من بينها رواية "بوليكوشكا" للروائي الروسي ليو تولستوي. فهل تلك المنطقة - التي أُحبها لأنها منطقة صديقي وأخي العزيز أحمد - اسمها الدهاريز أم الدهاليز؟!.

 

السبت، 11 يوليو 2020

للرجال فقط .. هل لديك كهف؟

يعتبر كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزُهرة" الذي ألفه الكاتب جون جري من أهم الكتب التي يُنصح بقراءتها - المتزوجون والمقبلون على الزواج. بشكل عام، الكتاب يوضّح الفروقات بين الرجل والمرأة وأهمية معرفة تلك الفروقات حتى يتقّبل كل منهما الآخر. من صفات الرجل وسلوكه - عكس المرأة - أنه يحب الانعزال للتأمل والتفكير لذلك يتجه إلى كهفه وإذا المرأة لا تعرف ذلك، تشّب الخلافات والزعل، لماذا جالس وحدك؟ ولماذا منعزل؟ أكيد زعلان. هو في الواقع ليس كذلك وانعزال الرجل ليس مرض نفسي أو زعلان أو طفشان. أتركيه، إنه يتأمل، إنه يفكر.

وخير مثال على ذلك، كان الرسول (ص) كما ذكر الكاتب محمد حسنين هيكل في كتابه "حياة محمد"، ينفرد بالجلوس في غار حراء للتأمل والتفكير بعيداً عن ضجة الناس وضوضاء الحياة.

 زمان في ثمانينات القرن الماضي عندما كنت أزور جدي وجدتي – رحمهما الله، كانت جدتي تقول لي أطلع وسلّم على جدك. أطلع فوق السطح حيث توجد غرفة تسمى "المحلة" – كبار السن مثلي يعرفوا هذه الغرفة - هي في الواقع كهف جدي ينعزل للتأمل والتفكير. أدخل بكل هدوء وكنت حينها أشعر وكأني قطعت عليه حبال أفكاره. عموما رغم هذا الشعور إلا أني أكرر زيارته وأقطع تفكيره  لأجل عطيته التي يهبها لي. المهم ، وأنت أيها الرجل، هل لديك كهف في بيتك أو حتى خارج بيتك تنفرد للتأمل والتفكير؟ بالنسبة لي طبعاً عندي كهف في بيتي!!.

 

الأربعاء، 1 يوليو 2020

المعنى والرموز .. والبيت القديم



  في إحدى قصصه القصيرة، بدأ الكاتب الكبير نجيب محفوظ بالآتي: " تم الهدم وبقيت الأنقاض. تجلت أرض البيت القديم مساحة شبه مربعة في الفضاء خالية من أي معنى وبلا رموز" .. هذا هو حال بيوتنا القديمة كما وصفها نجيب محفوظ لكنهم مشكورين تركوا لنا الأشجار كرموز، فبيتنا يبعد 25 متراً جنوب غرب شجرة بيذام العم رجب. تلك الشجرة التي ما زالت تثمر رغم بُعد أهلها عنها. نعم صارت وحدها مكشوفة لكل عوامل التعرية إلا أنها صامدة تواجه الوحدة والبحر والمطر والسيارات.

عند ذلك الموقع بالضبط، تتجلى المعاني يا عم نجيب لأنها محفورة في الذاكرة كالحفر في الصخر. لكن إذا أزالوا الرمز، ماذا يحدث؟ هل تعتقد أن المعاني تتلاشى؟ وتتلاشى الخطوات؟ وتتلاشى صور الطيور وصوت البحر؟ قد تكون هناك فرضية العلاقة الوطيدة بين الرمز والمعنى في حالات كثيرة إلا في حالة البيوت القديمة، فإنها تبطل تلك الفرضية.

 ها نحن الآن نبعد عن المكان والرموز ورغم الهدم ورغم طمس كل البيوت ورغم إزالة أي أثر لها، ما زلنا نتذكر تفاصيل التفاصيل. ومازالت تلك الصور والأصوات في الذاكرة حاضرة وفي الأذهان راسخة وفي القلوب عامرة. ستظلين أيتها البيوت بألوانكِ وبأبوابكِ ونوافذكِ في عقولنا ثلاثية الأبعاد ما دمنا أحياء!!.