من أنا

صورتي
صلاله, Oman
إقرأ .. أجمل ماتقرأ.. أكتب.. وأجمل ماتكتب.. أحفظ .. وأجمل ماتحفظ .. حدث به الآخرين.

الجمعة، 31 أغسطس 2012

المفتاح التاسع

التشجيع

يلعب التشجيع دور فعّال في تطوير وتحسين وتغيير الفرد من حيث شعوره دائماً بأنه محل تقدير واحترام الآخرين له مما ينتج عن ذلك إزدياد ثقته بنفسه ويدفعه إلى بذل المزيد من الجهد والعطاء. للتشجيع أنواع أهمها: المادي والمعنوي. معظمنا يركّز على التشجيع المادي المشروط، بحيث يربط إنجاز الابن أو الطالب بالجائزة المادية. مثلاً، يقول الأب لابنه: إذا حصلت على الدرجة النهاية في الرياضيات، سوف اشتري لك دراجة. وإذا انتهيت من الواجبات المدرسية سوف اشتري لك شكولاته، وهكذا. في حين أن ذلك الإنجاز يكون من أجل الحصول على الجائزة فقط وليس من أجل المعرفة وتطوير مدارك الفهم والإستيعاب للطالب. نعم، الابن أو الطالب بحاجة إلى التشجيع المادي ولكن الغير مشروط وأن نكافئه بعد الإنجاز.

فالفرق بين الطفل الذي حصل على تشجيع مشروط وآخر غير مشروط واضح. إذا سألت الأول سؤال مرتبط بما أنجزه فإن الإجابة تكون غالباً: هااااه !! بينما الآخر يجيبك إجابة وافية وبكل ثقة، كونه إهتم وركّز في ما أنجز على أساس الفهم واكتساب المعرفة.

النوع الآخر من التشجيع هو التشجيع المعنوي وذلك باستخدام عبارات الثناء والفخر والإعتزاز بما قدمه من مجهود بذله الابن لتحقيق ذلك الإنجاز. وهذا النوع من التشجيع ليس مقتصراً على صغار السن بل أحياناً الكبار بحاجة له كحاجتهم للماء والهواء!!. كم من منجزٍ إمتنع عن بذل الجهد بسبب عدم سماعه عبارات الثناء. وكم من متذمرٍ عندما تسأله عن تذمره يقول لك: لا أحد يشجعني!! بل على العكس، أسُمِعَ عبارات التثبيط والسخرية. لدي صديق يكمل دراسته العليا في الفترة المسائية بإحدى الجامعات، وبجواره في نفس المكتب أحد المثبطين. سمعته يوماً يقول له: لماذا تدرس وأنت في هذا السن؟ إنك لن تستفيد من هذه الدراسة في شئ، بل مضيعة للوقت والجهد والمال ودع عنك هذه الدراسة!!!. لحسن الحظ مازال صديقي متمسكاً بمبدئه ومواصلاً دراسته حتى تخرج من الجامعة.

لكي يسري الحماس والرغبة وحب الإنجاز في عروق الأيام، فإننا بحاجة إلى التشجيع بأنواعه كلها وإلا أُصبنا بجلطات من الخمول والكسل واللامبالاة. فالتشجيع ضرورة من ضروريات الحياة السوية. فبالماء نروي العطش وبالهواء نتنفس وبالتشجيع نذوق طعم الحياة. وإلى اللقاء مع مفتاح أخر.