من أنا

صورتي
صلاله, Oman
إقرأ .. أجمل ماتقرأ.. أكتب.. وأجمل ماتكتب.. أحفظ .. وأجمل ماتحفظ .. حدث به الآخرين.

الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

المفتاح السابع

لا للمقارنة

تعتبر مقارنة الابناء بأطفال آخرين من أخطر الوسائل والطرق التي تؤدي إلى ظهور مشاكل نفسية لدى الابناء. وأهم هذه المشاكل هي العدوانية والعناد والتمرد لدى الأطفال. فمثلاً، كأن يقول ولي الأمر لابنه: أخوك أفضل منك، إنه يذاكر وأنت تلعب معظم الوقت. ابن عمك أحسن منك، ابن الجيران مؤدب ومطيع وأنت عكسه تماماً!!. وهكذا. حتى بعض المعلمين يستخدم هذا الأسلوب، فيقول المعلم للطالب: زميلك أفضل منك لأنه يشارك في الفصل وأنت ساكت الوقت كله كأنك ضغطت على زر " mute "!!. فالذي يقصده المعلم أن يحفز الطالب على المشاركة في الفصل، لكن الذي فعله المعلم - بدون قصد – أنه جعل الطالب يعاند أكثر ويصّر على الاستمرار في وضعية " صامت ".

وكذلك العديد من أولياء الأمور يستخدم أسلوب المقارنة ظناً منهم أنهم يحفزون ويشجعون ابنائهم على التطور والتحسن في مجال الدراسة وبناء الشخصية. لكن في الواقع، يقوم ولي الأمر بهدم شخصية ابنه ويجعله يتصرف تصرفات عدوانية وأيضاً تولد الكراهية والحقد والبغضاء بين المقارن والمقارن به. في إحدى المحاضرات، كنت أتحدث عن خطورة مقارنة الابناء بالآخرين ومدى تأثيرها السلبي على شخصية الابناء، فقاطعني أحد الحضور قائلاً: هل ما تقوله صحيح؟! قلت له : نعم. قال: أنا ظننت أنها طريقة إيجابية ومحفزة وإنني استخدمها يومياً مع ابنائي بل أتفنن في المقارنة تارةً فيما بينهم وتارةً مع أقاربنا وتارةً مع ابناء جيراننا. للأسف، الكثير منا مازال يعتقد نفس الشعور.

لا للمقارنة ، لا للمقارنة، لا للمقارنة، فكل طفل له شخصيته ينفرد بها، فلا ينبغي مقارنته بأحد بل علينا أن نبحث عن نقاط القوة في شخصيته وننميها ونطورها ونظهرها له حتى يتمكن من الاهتمام بها وأن يكون فخوراً بما لديه من قدرات وإمكانيات وبالتالي نكون قد ساعدناه في بناء شخصيته. نعم، إنه مفتاح يساعد على تحسن وتطور المستوى الدراسي بطريقة غير مباشرة. إلى اللقاء مع مفتاح آخر.