من أنا

صورتي
صلاله, Oman
إقرأ .. أجمل ماتقرأ.. أكتب.. وأجمل ماتكتب.. أحفظ .. وأجمل ماتحفظ .. حدث به الآخرين.

الخميس، 28 يناير 2021

لفت إنتباهي (14): داود الجلنداني وساقية العادي


كنت أقرأ رواية "موعد في بغداد" لأجاثا كريستي الكاتبة المعروفة والمتخصصة في عالم الجرائم، فتذكرت صديقي داود الجلنداني. أول لقائي بداود كان في أستراليا بمدينة بريسبن مقابل بيت الإيمان، هكذا كانوا يطلقون على البيت الذي يقطنونه هو ومجموعة من الشباب العمانيين الطيبين. انطباعي الأولي عن داود كان في محله، مؤدب ومحترم ومثقف. وهذا ما لفت انتباهي نحوه. قابلته عدة مرات في عُمان وكل مرة أقابله فيها، أشعر أن تفكيره أكبر من عمره. – ما شاء الله.

من اللحظة الأولى توقعت داود يدرس ماجستير لِما لمسته من نضاجة عقله ونباهته بينما إتضح أنه يدرس بكالريوس في علم الجريمة. وتوقعت أيضاً إن كل الجهات سوف تتهافت على توظيفه - لما يمتلك من شخصية متفردة – وهذا الذي حصل بالفعل. ولم استغرب عندما عرفت أن داود أديب يجيد كتابة القصص والخواطر. وأصدر لاحقاً مجموعة قصصية بعنوان "ساقية العادي". وإذا توقعت أي شي جميل في داود، سوف تجده فيه بسهولة ولا أبالغ!!.

بدأتُ أقرأ مجموعته القصصية وكلي شوق لمعرفة الجانب الخفي من شخصيته - داود الكاتب -  الذي لم أكن أعرفه هناك .. العنوان مبهر وكلما اِنتهيت من قصة تشوقت للتي تليها .. أعجبْتي يا داود في التفاصيل الصغيرة عندما ملأت حبل الغسيل بالأمنيات .. ويا لها  من وصية  في ساقية العادي !!.. بل ساقية العادي كلها يا لها !!!.

أن تكون مريضاً.. أثبّتَ فيها أنك كاتب مبدع.

رسيل دورة روي .. ربما تكون القصة الوحيدة التي بها شخصيات عدة .. أعجبتني الفكرة وأوصلتها حتى باب عقلي بسهولة ويسر.

الدَّين .. حال مؤسف نعيشه في أيامنا هذه .. ومَرَّ سريعاً  شريط دور العامل الأجنبي في الخريف .. صرنا مدانون حتى سياحياً.

شهد الحياة .. تظل وفياً طالما حافظت على أحزان نبضات قلبك خلال ما يدور حولك من أحداث، أحياناً ترغمه على زيادة دقاته. 

إجازة مرضية .. أخذ إجازة مرضية لأنه لا يعيش الآن بل المستقبل المبهم.

البرواز .. أبدعت في توصيل ما بذاكرته وما بذاكرتها .. نعم، مختلفان !.

خطر ببالي سؤال، هل سوف يكتب داود يوماً ما في مجال الجرائم؟!. ختاماً يا داود، معرفتي بك أثقلَ رصيدي الإنساني والأدبي والأخلاقي. تقبل احترامي.