من أنا

صورتي
صلاله, Oman
إقرأ .. أجمل ماتقرأ.. أكتب.. وأجمل ماتكتب.. أحفظ .. وأجمل ماتحفظ .. حدث به الآخرين.

السبت، 20 مارس 2021

قالوا عن المدونة ..

 قبل إسدال الستار على المدونة .. 

يسرني معرفة رأيكم في

مدونتي

  "رسالتي" 

عبر الواتساب

ديسمبر 2011م كانت البداية،

و2021م موعد النهاية ..

هي ، في الواقع، ليست النهاية بل إلى مشروع أفضل مما هي عليه الآن .. 

_____

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

المدونة رائعة بكل مافيها من مواضيع متنوعة وأحب أشكرك جزيل الشكر د. ياسر على توعيتك للمجتمع وتعليمنا بدون مقابل وأحياناً بمبالغ رمزية وهذا مجهود تشكر عليه ولن توفيك كلماتنا مهما قلنا ولكن لك الدعاء الصالح وجزاك الله خير الجزاء في الدارين . 

تلميذكم

-----------------------

لا يمكن و صف مدونتك إلا بالكنز الثمين ، فهي مدونة رائعة تقدم محتويات جذابة

أعجبني جدا محتوى مدونتك فهي ليست بمدونة عادية هي مليئة بالمحتوى الجميل الممتع الذي يحتم على زائره العودة إليها مرات عديدة .. 

شكرا لك على هذه الصفحات  ،،،

--------------------------

اعجبتني مدونة الدكتور ياسر عبيدون . حيث قرأت العديد من صفحاتها واستمتعت كثيرا واستفدت من محتواها القيم . وعندما كنت اقرأ كنت اتذكر أيام عملي بالجنوب واتذكر أجمل اللحظات التي مررت بها مع صحبة ورفقاء عمل كنا مثل أسرة واحده تجمعنا المحبه والاخاء . شكرا جزيلا دكتور

--------------------------

*مدونة خفيفة كالنكته الذكية..تريح اعصابك وتدهشك بجمال مضمونها..دسمة كصفحات كتاب حياة الانسان يحمل العديد من المعاني..سلسة ويسيرة من يسر كاتبها..واضحة الهدف كوضوح الشمس..*

 *سلمت اناملك..انار الله دربك وجعلك ممن ينفع بهم البلاد والعباد*

--------------------------

عمل جدااااا مميز و خفيف ظل ،،، بوركت ابو عمرو

--------------------------

سرد جميل وأسلوب راقي وبسيط من القلب إلى القلب لأنه قريب من الناس 🌹🌹🌹🌹🌹🌹

--------------------------

نتمنى ان لا تكون اخر كتاباتك دكتور.... مدونه اكثر من رائعه لما تحمله من جمال السرد وصدق المواقف والكم الهائل من النصائح والدروس ... كل التوفيق لك دكتورنا واستاذنا 💐💐💐💐

--------------------------

مدونتك عبارة عن درر في عقد كل درة لها لمعتها وبريقها الخاص ألفاظ سهله وافكار واضحه ومعاني سامية استمتعنا بها جدا واستفدنا الكثير منها و بنفتقد للذتها في الطرح والسرد المشوق .. تمنيت انه ما ينسدل ستارها ابد.

--------------------------

مدوناتك.. إلهام غني وعميق في محتواها.. جليله وعظيمه في مغزاها.. سلسه وبسيطه في سردها.. فاعله ومؤثر في ارواحنا.. لأنها نابعه من مشاعر شخصك الجميل المحب للخير والعاشق للعطاء.. خالص تحياتي وتقديري لك أيها المبدع المتواضع النقي.

--------------------------

من الصعب اعطاء مدونتك (رسالتي) حقها بالوصف ! لقد حملت لنا العديد من الرسائل بين طياتها ، رسائل في بعض الاحيان قاسيه وتستوجب ان تكون قاسيه حتى يحدث التغيير الافضل الذي لا طالما كنت تسعى له وتطمح بأن يحققه الجميع في هذا المجتمع . وهناك رسائل صنعت يومنا بضحكه وذكريات جميلة شاركتها معنا وكان لنا نصيب من المشاعر التي كانت بين طياتها ..دائما كل ماهو صادق يصل بسلاسه ودون عناء وهكذا انت كنت ومازلت المؤثر الذي يترك بصمته في كل مايقول ويفعل ونتمنى بأن يستمر عطاءك ونبقى نلهج من خبراتك وفكرك الراقي ..((شكرا لك ))دكتور ياسر .

----------------------------

كيف لا تكون المدونة جميلة ومثرية ومن كتبها الدكتور ياسر عبيدون؟! مدونة رائعة جدا...تعلم الانسان كيف يطور من ذاته..في تعامله مع الآخرين..كيف يضع أهدافه...كيف يستفيد من وقته..تعلم الانسان أن لا يقلل من قيمة نفسه..شيء جميل جدا حفظكم الله في حلكم وترحالكم.... وانا متأكد أن هناك خطوة جديدة من العطاء مثل ما عودتنا و علمتنا..👍👍👍👍 للأمام دائما🌹

--------------------------

للنجاح أناس يقدرون معناه.. وللإبداع أناس يحصدونه.. لذا نقدر جهودك المضنية.. فأنت أهل للشكر والتقدير.. فوجب علينا تقديرك.. فلك منا كل الثناء والتقدير دكتورنا العزيز.

--------------------------

كثيرا ما أمر على مدونتك أقرأ منها و استفيد من تجاربك أجمل ما فيها أنها دائما تعبر عن مواقف في الحياة تعرضها وتستخلص منها الفائدة للقارئ بأسلوب جميل. دمت سالما

--------------------------

المدونة بصفة عامة اقل ما يقال عنها أنها رائعة بكل المقاييس ٠ تتميز باسلوب سهل ممتع يصلح لمخاطبة قاعدة عريضه من فئات المجتمع المختلفة وتعمل عمل السحر في تصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة وغرس قيم الفضيلة في النفوس من خلال دعوة الفرد للتصالح مع نفسه والمجتمع الذي يعيش فيه٠ وهي تستحق أن تستمر فيها مع التطرق الجوانب التي لم يتم التعرض لها خاصة الجوانب الهامة المسكوت عنها في مجتمعاتنا ٠ لك التحية والتجلة أخي الحبيب وزوجتك الرائعة التي تقف من خلفك٠ وحقاَ وراء كل رجل عظيم إمرأة ٠

--------------------------

لم أجد الكلمات التي تصف هذة المدونة الرائعة وما تحويه من قصص جميلة وهادفة. كتبت بطريقة بسيطة ومشوقة. تحوي في ثنايها حكم وعبر لخصها الكاتب لنا من واقع خبرته وقرائاته فوفر علينا قراءة تلك الكتب والخوض في نفس التجارب.. بوركت جهودكم ونفع الله بعلمكم ووفقكم الله.

--------------------------

مدونتك دكتور ياسر بها أسرار حكمتك التي اكتسبتها من سنوات عمرك يسعدني قرأتها ؛ فأنت بمشاركتك لنا تجاربك وسماحك لنا بقراءتها تهدينا حكم مرصعة بالذهب ، انتقيتها لنا بدقة ، وجعلتنا نختصر تجارب كثيرة في الحياة ؛ حتى لانقع بها ، لخَّصتها لنا بمدونتك( رسالتي ) علمتني من خلالها أنه يجب لكل إنسان يحدد أهدافه بالحياة وبعد تحقيقها عليه أن ينشر رسالته فالله خلقنا لإعمار الأرض وعطائنا لايتوقف بتحقيق الهدف شكرًا لك على عظيم فضلك وكرمك

--------------------------

الأربعاء، 17 مارس 2021

شئٌ من ذاكرته ..

سور البيت والطفولة ..

مرت عليه مرحلة الطفولة بسرعة وبدون أحداث كبيرة سوى موت جدته – أم أبوه. ويتذكر النساء اللواتي لبسن العباءة البيضاء والتي كانت رمز الحزن في تلك الفترة. لا يتذكر من اللعب في طفولته سوى سور بيتهم المطل مباشرة على شاطئ البحر. كان يتسلق السور ويقفز في الرمال ويكرر، وفي كل مرة كان يبتسم ويكلّم نفسه بأحلام المستقبل، حتى يشعر بالتعب ويتوقف وبهذا يكون أنهى لعبه.

 

صالة التزلج

كانت صالة بيتهم مفتوحة على الجهة البحرية، وكانت بطول تقريباً 15 متر وعرض 3 أمتار. كانت تُكسَى سنوياً بطربال، يختلف لونه ونقشته من سنةٍ لأخرى. المهم تلك الصالة تتحول في الشهرين الذين يسبقان فصل الخريف إلى صالة تزلّج، بسبب الرطوبة الشديدة في تلك الفترة. فالتزلج هي رياضة الأطفال، فيمارسوها برغبتهم، بينما الكبار فغالباً تكون رياضة إجبارية أو بالأصح تزحلق بدلاً من تزلج!.

 

 

أول عمل يدوي

كبرَ الطفل وأصبحَ صبّي يتعلم في المدرسة، وأثناء تشّييد بناء بيتهم بالطراز الحديث، إهتمَ وحبَّ الصبي التعليم لدرجة أن أول عمل يدوي قام به هو سبورة، صنعها من بقايا الأخشاب والمسامير أثناء التشييد. ما زال يتذكر تلك السبورة التي علّم نفسه وعلّم أطفال الجيران كل ما استعصى عليهم من دروس في اللغة العربية والعلوم والرياضيات. هل كان ميوله ورغبته أن يكون معلماً؟ لا أحد يعرف، حتى هو نفسه!.

 

شاي أمه وخبزها

قد ينسى الصبي أمور كثيرة وأحداث كبيرة في صباه، لكن شاي أمه، فلا. لم يكون مجرد شاي، بل كان غذاء متكامل بالنسبة له. كان الوقود الذي سوف يستهلكه في المدرسة. كانت تبرّده له حتى لا يلسع لسانه. كانت تستخدم كوبين وتصب الشاي من كوب لآخر وتقول له: تعال إشرب الشاي الحين صار دافئ. كانت أمه نشيطة وسعيدة بما تقوم به. كانت عيناها توحي بالفخر بهذا الصبي الذي تخدمه في كل الأوقات. وكان الصبي يعرف أن أمه مريضة فقط عندما تربط على رأسها!.

أمه تعشقه، لدرجة أن بقية إخوته يلاحظوا ذلك. وتبحث عن كل ما يسعده وتعامله على أنه طفلها المدلل رغم تعديه الخمسين ربيعاً!!. يحب خبزها وعرفت ذلك. صارت كل أسبوع تعجن وتخبز له خبزتين. في أحد الأيام، لم يزرها في ذلك اليوم الأسبوعي، أرسلت أباه وقالت له: خذ هاتين الخبزتين وأعطيه له، مسكين ما عنده خبز هذا الأسبوع!! وطرق الأب باب بيت الابن وقال: هذه من عند أمك!! وكما قال محمود درويش في خبز أمه شعراً، كذلك ذلك الشاب يعشق أمه وخبزها.

 

تدريس الأطفال والشيّاب ..

وعندما كبر وصار عمره تقريباً ستة عشر عاماً، إهتمَ بالمحافظة على الصلاة في مسجد الحارة وأيضاً قراءة بعض الكتب المتواجدة في رفوف المسجد مثل كتاب رياض الصالحين وكتب الترغيب والترهيب وغيرها. وبدأت رغبة تدريس الآخرين في ذلك العمر وأخذ يجمع أطفال الحارة ويجلسهم في حلقة ويبدأوا قراءة القرآن. وكذلك إهتمَ بتعليم الشيّاب قراءة سورتي الفاتحة والإخلاص والمعوذتين والصلاة الإبراهيمية. كان فخوراً جداً بما يقوم به لهؤلاء الأطفال والشيّاب – رحمهم الله جميعاً.  

 

تنظيف المسجد

لم يكتفي بتعليم الآخرين في ذلك المسجد الصغير بل حرص على تنظيفه صباح كل يوم جمعة. اِختارَ ذلك التوقيت لأنه كانت إجازة نهاية الأسبوع يوم واحد وهو يوم الجمعة وبحيث لا أحد يعرف ما يقوم به ظناً منه احتساب الأجر من الله. يتجه في ذلك الصباح ويستخدم المكنسة الكهربائية المتوفرة في المسجد في التنظيف. أحبَّ الصبي المسجد لدرجة أنه يقضي فيه وقت أطول من غيره ممن هم في عمره من الصبية.

حياة الجامعة

طلعت نتائج الثانوية في الجرائد والراديو. في يوم النتائج تتحول الحارة إلى عُرس. الجميع يفرح للناجحين ويقدموا لهم التهاني والتبريكات بقلوب صافية. يستعد الطلبة المقبولين للسفر والإلتحاق بالجامعة. تعرّفَ الشاب – صار عمره تسعة عشر- على أصدقاء جدد من منطقته ومن كافة أنحاء بلاده. يقول الشاب إنها كانت فترة ذهبية من حيث الصداقة بشباب يعتبروا نخبة البلاد. ويفتخر بأنه ما زالت تلك الصداقات حية إلى يومنا هذا.  

 

الوظيفة التي لم يتقدم لها

انتهت دراسته الجامعية بنجاح ويسر. بعد أن أخذ إفادة تخرجه وتنفّسَ الصعداء، أخلدَ إلى راحةٍ وقررَ أن يظّل كذلك لعدة شهور. وأثناء فترة الراحة، رنَّ تلفون بيتهم – تلك كانت الفترة الذهبية لهاتف البيت الأرضي – آلو، أنت فلان؟، أجاب: نعم. هل قدمت أوراقك في أي جهة للتوظيف؟ أجاب: لا. قال له ذلك الرجل الذي لا يمكن أن ينساه وينسى فضائله: هل بالإمكان أن تأتي إلى مكتبي ومعك أوراق التخرج؟! قال له: أكيد، ولم تستغرق إجراءات توظيفه أكثر من شهر. كان ذلك الشاب العماني الوحيد من بين الموظفين في فئة عمله. يقول الشاب عن ذلك المسؤول أنه بعيد النظر ولديه من الحكمةِ ما تؤهله ليكون مسؤولاً قيادياً من المستوى الرفيع. قال المسؤول للشاب: أتمنى أشوف الدشداشة العمانية في كل الوظائف. ولم يتقاعد ذلك المسؤول حتى تحققت أمنيته!.   

الزواج والسيارة

أقبل الشاب على الزواج. مجرد أن فكّرَ في الزواج، بدأت أموره تتسهل. فكر أن يشتري سيارة جديدة من الوكالة. ذهب إلى أحدى وكالات السيارات في منطقته وعاينَ السيارات وقرر أنه سوف يشتري سيارة من عندهم لكن في شهر رمضان لأن لديهم سحوبات يومية على سيارات – أي كل يوم سحب على سيارة. وكان باقي تقريباً عشرة أيام على شهر رمضان المبارك. قال له أحد موظفي الوكالة: اشتري السيارة اليوم وسوف نعطيك كوبون وكأنك اشتريتها في رمضان!! كان هدفه أن يكسبه ويغريه للشراء. وفعلاً، اشترى السيارة وثامن يوم في رمضان، تلقى عدة اتصالات من الوكالة. لم يرّدْ عليها وفضّلَ أن يتجه مباشرة إلى الوكالة. وجدهم منتظرين مبتسمين على باب الوكالة الرئيسي وقدَموا له التهنئة بالفوز بسيارة!!.

 

اِسمها بالجبس

كانت زوجته وجه خير عليه وما زالت. في أحد الأيام وهي عند بيت أهلها لعدة أيام، استغلها فرصة بأن طلب من عمال الجبس أن يصنعوا قوالب على شكل حروف اسم زوجته الرباعي مع إضافة إنارة عليها على أن تُلصق تلك الحروف في سقف غرفتهما! وفعلاً، أنجزت تلك الفكرة بنجاح وعند وصول زوجته إلى البيت ورأت ما قام به من أجلها، فرحت فرحاً شديداً وأعتبرتها عربون محبة أبدية. وكما قال له أحد أصدقاءه: يعني مؤبد؟!. قال له: نعم، مؤبد!!.

الشايب والدعاء

عندما يشاهد أي رجل مسّن على جانب الشارع، دائماً يقف ويقوم بتوصيله. في أحد الأيام، لاحظَ من بعيد شايب طاعن في السن فوقف له. بدأ الشايب بالصعود إلى السيارة ومن أول لحظة والشايب يدعو له: الله يطّول في عمرك ياولدي. الله يطّول في عمرك ياولدي. وفجأة، قاطعه الشاب وقال له: لو سمحت يا عمي، ممكن تقول الله يبارك في عمرك؟ بدل من طولة العمر؟ لان طولة العمر من غير بركة لا أريدها!!.

 

حكمة أبيه

يمتاز أباه بالإبتسامة الدائمة والصمت الحكيم وإذا نطق في مجال عمله، كأنه بروفيسور وفي مجال الدين، كأنه خطيب. في أحد الايام وهو يجّهز أدواته لدخول مسابقة في مجال عمله، جمعَ ابناءه وقال لهم: أنا سوف أحصل على المركز الأول بإذن الله. قالوا له: كيف؟! قال: لأن لدي طريقة جديدة ليست موجودة عند المتسابقين الآخرين وأيضاً أنا مستعد. وبعدها قال الذي يريد أن يوصله لابنائه: لكي تنجح، ذاكر. وسكت!. وحصل على المركز الأول!.

 

كرم أمه

عادةً، يُضرب المثل في الكرم بحاتم الطائي ويقال "أكرم من حاتم!" وأنا أضيف مثل آخر وهو "أكرم من أمه!". يمكن لأنها قنوعة وبسيطة وتحب الخير للآخرين. ضيفها لا يخرج صفر اليدين، إما بخور أو عطر أو مبلغ من المال وتقول له: هذه للعيال!. وعندها أمر آخر مقدس وهو الجار قبل الدار!. الجميع يحبها، ورغم أنها أصغر أخواتها وأخوانها إلا أن والداها عاشا معاها حتى آخر أيامهما.

في أحد الأيام، عندما دخل عليها ابنها الكبير، كانت أمه جالسه بالقرب من النافذة. وبدأت السوالف بينهما وهي توزّع نظراتها بين ابنها وبين النافذة. سألها الابن: لماذا تنظرين في النافذة؟ قالت: انتظر عامل النظافة وخايفة يمر من غير ما أعطيه نص ريال! وأحياناً تضع للعامل كوب شاي وخبز خارج باب المطبخ. تخيلوا معي بعد هذه المعاملة كيف سوف تكون النظافة أمام بيتهم!!.

 

اِختارَ التقاعد

تقاعدَ بعد 26 سنة قضاها بين تلميذ على يد أحد الخبراء ومدير على موظفين تعامل معهم على أنهم إخوانه الصغار. حاول أن يطورهم ويسعدهم ويشعرهم بأهميتهم من خلال توفير النصح في مجالات العمل والحياة الإجتماعية وتطوير ذواتهم. حاول، ولا يعرف مدى نجاحه في ذلك. حاول أيضاً تطوير ذاته بأن اِهتم بالتعلم الذاتي في مجالات التقنية وادخالها في تحسين الأداء العملي. بعد تلك المدة، اِختارَ أن يتقاعد، خاصةً بعدما شعرَ أن دوره انتهى وأن المسؤولين الجدد لديهم القدرة على إدارة العمل باقتدار. عندما عبّرَ بعض الموظفين عن مشاعرهم بعدما سمعوا عن تقاعده، شعرَ أنه ترك في نفوسهم أثر وحمد الله على ذلك.    

 

وبعد موته

كبر ذلك الطفل والصبي والشاب والرجل وحاول أن لا يكون زائداً على الدنيا. مات بعد مراحل مختلفة من الحياة حاول أن يعطي قدر المستطاع لأهله وأصدقائه وكل الناس. مات ولا يعرف هل أعطى ما فيه الكفاية أم أنه قصّرَ في حق أمه وأبيه وأخوانه وزوجته وأولاده والناس أجمعين. لكن المعروف عنه أنه كان يدعو للناس كافة، من أبينا آدم إلى يوم القيامة، بالخير. مات وإنا لله وإنا له راجعون وقالوا عنه أنه كان رجل طيب.

 


الاثنين، 15 مارس 2021

رحلتي إلى أسبانيا ..


كانت الرحلة بشهر فبراير من عام 2008م في مهمة عمل لمدينة فالنسيا الأسبانية. تعتبر هذه الرحلة من أجمل رحلاتي والسبب هو الصحبة الطيبة. شاركني الرحلة كل من المهندس بدر بن سيف البارحي والدكتور محمود بن صالح الأنصاري. نعتبرها رحلة عجيبة لأننا حافظين كل تفاصيلها من أول لقائنا في المطار وحتى العودة وممكن كل واحد منّا يسردها على حِده بنفس التفاصيل. وسبب آخر لجمالها هو التناقض الواضح والمثير والمدهش بين بدر ومحمود!!

بدر من النوع الحريص وممكن يتواجد في المطار بخمس ساعات قبل الرحلة بينما محمود ممكن يوصل والطائرة قد أقلعت!!. وهذا الذي صار. نعم، راحت علينا الطائرة!!. قبل أن أخبركم كيف راحت علينا الطائرة، أود أن أقول لكم أنا وبدر نتقابل لأول مرة ولم نكن نعرف أشكال بعض من قبل. طبعاً كان اللقاء مثل الأفلام الهندية وعليكم أن تتخيلوا الموقف!!.

نتصل بمحمود ونحن في المطار ونسأله: أين أنت يا محمود؟ يجيب: أنا في الطريق حالاً تحركت من البيت. كلام جميل لكن أين بيتهم. البيت طلع في ولاية المصنعة!! ومافي داعي أذكر تفاصيل القلق الذي انتابنا أنا وبدر ونحن نرى بأعيننا إغلاق كاونتر الطيران الألماني. وصل الحبيب محمود وحاولنا فيهم على أساس أن الطائرة ما زالت متواجدة في المطار ولكن بدون جدوى. من ضمن الحوارات الجميلة والمضحكة التي حدثت في المطار أن بدر قال لمحمود: المشكلة الآن كيف نرجع للأهل ونحن قد ودّعناهم بالبكاء والعويل!!. المهم، فكرنا في حل آخر وهو أن نحجز في طيران آخر إلى مدينة دبي وبعدها نلحق بالطائرة الألمانية هناك. وقمنا بذلك ونجحنا. وصلنا إلى مطار فرانكفورت ترانزيت – كان الجو ثلج والناس في المطار كما يُقال عنهم عبوسين – لكني في رحلة أخرى إلى مدينة برلين الألمانية وجدت الناس هناك في قمة البشاشة والإبتسام وليس كما يُقال عن الألمان. وبعدها وصلنا إلى مطار فالنسيا واستقبلنا هناك دكتور مريانو.

لكي لا أطيل عليكم ونحن ما زلنا في تفصيلة المطار. وهناك تفاصيل مع دكتور مريانو والجريدة، والشيخ الكريم في المطعم وكذلك المطعم اللبناني وأكله اللذيذ. وعند وصولنا للفندق الفخم الأول حكاية وعند اِنتقالنا إلى الفندق الصغير الثاني حكاية أخرى. والعودة والشرطة الدولية لنا تفاصيل. المهم رجعت بكنوز من الصداقة الحقّة الخالية من الشوائب. يقولون عندما تثني على شخص: هل سافرت معه؟ إن قلت لا، فأنت لا تعرفه. سافرت مع بدر ومحمود وعرفتهما بقمة الأدب والأخلاق والرقي. وإن كنت تود أن تتعلم أخلاقيات الاحترام، سافر مع بدر أو محمود أو الأفضل أن تسافر معهما الاثنين!!. لكما مني كل المحبة الدائمة والاحترام الوافر والتقدير الجّم.