من أنا

صورتي
صلاله, Oman
إقرأ .. أجمل ماتقرأ.. أكتب.. وأجمل ماتكتب.. أحفظ .. وأجمل ماتحفظ .. حدث به الآخرين.

الأحد، 8 نوفمبر 2020

لفت انتباهي (11): قُصَاصَه من الزمن الجميل.

كنتُ أقرأ في كتاب "حياة طبيب" للكاتب الكبير الدكتور نجيب محفوظ والذي يسرد فيه حياته الدراسية وعلاقته بالطب. الكتاب رائع جداً وإزدادَ روعةً عندما كتب المقدمة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي بدوره انبهر انبهاراً جعلهُ يقرأ الكتاب أكثر من مرة. الذي لفت انتباهي، في بداية الكتاب، كتبَ الكاتب حكمةٌ مأثورة وهي: (إذا لم تكن قد أعطيتَ الناس "نفسك"، فأنت لم تُعطِهم شيئاً!). العطاء اللامحدود الذي وهبه الدكتور نجيب كطبيب للآخرين والذي كلله الله له بالنجاح والتفوق جعله يستخدم تلك الحكمة. وتختلف طرق العطاء من شخص لشخص ومن زمان لزمان.

في أحد الأيام وأنا أُقّلب الأوراق والألبومات والذكريات وإذا بي بقُصَاصَةٍ ورقية صغيرة ذكّرتني بالزمن الجميل. عُمر القصاصه أكثر من 27 سنة. ذكرتني بأيام الدراسة الجامعية الجميلة وبالسكن الداخلي والوحدة السابعة والجناح أ والغرفة رقم 6. سوف أحكي لكم قصتها بإختصار.

لله الحمد والمِنّه، كانت غرفة 6أ تعّجُ وتزدحمُ بالزوار طوال اليوم ولا أُبالغ. أي وقت يخطر ببالك سوف تجد من يزورني إما جائعاً أو مُتضجراً من الدراسة أو مُتخاصماً مع أحد أصدقائه أو ناوياً للسهر حتى الصبح. بعد فترة، وجدتُ نفسي بعيداً عن الدراسة أو بالأصح لم أجد لها وقتاً. فخطرت ببالي فكرة وهي وضع مواعيد للزيارة!. وفعلتها ولصقتها على باب الغرفة وأي أحد عنده ملاحظة، يكتبها. وصلتني ملاحظات كثيرة تطالب بإلغاء هذا الشرط التعسفي - كما اعتبروه. ومن بين تلك الملاحظات كانت هذه القصاصة والتي بعدها قمت بتمزيق ورقة المواعيد واستبدلتها بعبارة: أهلاً وسهلاً بكم في أي وقت J. الخلاصة، العطاء ليس شرطاً أن يكون مالاً، يمكن أن يكون وقتاً!!.