من أنا

صورتي
صلاله, Oman
إقرأ .. أجمل ماتقرأ.. أكتب.. وأجمل ماتكتب.. أحفظ .. وأجمل ماتحفظ .. حدث به الآخرين.

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020

أنا والتقاعد وإتخاذ القرار...

من أهم وأفضل كتب الكاتب الرائع المحفز أنتوني روبنز هو كتاب أيقظ قواك الخفية "Awaken the Giant Within"، تحدث فيه عن عدة عوامل وطرق لشحذ الهمم والوصول إلى القمم. يشتهر أنتوني بمحاضراته ودوراته التي يحضرها أعداد لا يمكن توقعها من كثرتها. بدأ حياته فقيراً كالعديد من المشاهير - على سبيل المثال لا الحصر- مثل ليس براون وستيف هارفي وأوبرا وينفري. من حياة اليأس والتذمر إلى أن بدأ التغيير عن طريق نصيحة أُسدِلت له وهي لكي يتغير عليه بالقراءة. ومنذ تلك اللحظة، بدأ إلى أن وصل إلى أنتوني روبنز المشهور بقوة تأثيره على تغيير حياة الكثيرين من كل أنحاء العالم.

بدأت بهذه المقدمة المختصرة جداً للوصول إلى أحد أهم النقاط التي ذكرها أنتوني في كتابه وهي قوة إتخاذ القرار التي تعتمد على قوة الألم والمتعة. معنى الألم والمتعة يكون حسب مفهومك أنت وحدك. عندما يطغى الألم على المتعة، فبالتأكيد لن تتخذ القرار ومثال على ذلك، تخفيض وزنك، إذا كان ألم ترك الوجبات السريعة والدسمة والحلويات وما شابهها حاضراً في ذهنك الوقت كله وغياب المتعة (النتيجة) وهي جسم رشيق ولياقة بدنية عالية فحتماً سوف تُرَضّي نفسك بحالك وتقنع نفسك وتقول إن وزنك طبيعي وكرشك عادي وصحتك عال العال!.

بالنسبة لي، عندما حان وقت إتخاذ قرار طلب التقاعد، حسبتها يمين ويسار وشفت النتيجة وعشتها وحاولت أجد شئٌ من الألم فلم أجد ووضحت الصورة النهائية بأن إتخاذ القرار مليئ بالمتعة وخالي الدسم أقصد خالي الألم. لم أتردد بعدها وطلبت التقاعد وقُبِلَ الطلب بسهولة وأقبلتُ على الحياة بروح متجددة وأفكار نيرة ومشاعر متقدة وعقبالكم.

 


الأحد، 8 نوفمبر 2020

لفت انتباهي (11): قُصَاصَه من الزمن الجميل.

كنتُ أقرأ في كتاب "حياة طبيب" للكاتب الكبير الدكتور نجيب محفوظ والذي يسرد فيه حياته الدراسية وعلاقته بالطب. الكتاب رائع جداً وإزدادَ روعةً عندما كتب المقدمة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي بدوره انبهر انبهاراً جعلهُ يقرأ الكتاب أكثر من مرة. الذي لفت انتباهي، في بداية الكتاب، كتبَ الكاتب حكمةٌ مأثورة وهي: (إذا لم تكن قد أعطيتَ الناس "نفسك"، فأنت لم تُعطِهم شيئاً!). العطاء اللامحدود الذي وهبه الدكتور نجيب كطبيب للآخرين والذي كلله الله له بالنجاح والتفوق جعله يستخدم تلك الحكمة. وتختلف طرق العطاء من شخص لشخص ومن زمان لزمان.

في أحد الأيام وأنا أُقّلب الأوراق والألبومات والذكريات وإذا بي بقُصَاصَةٍ ورقية صغيرة ذكّرتني بالزمن الجميل. عُمر القصاصه أكثر من 27 سنة. ذكرتني بأيام الدراسة الجامعية الجميلة وبالسكن الداخلي والوحدة السابعة والجناح أ والغرفة رقم 6. سوف أحكي لكم قصتها بإختصار.

لله الحمد والمِنّه، كانت غرفة 6أ تعّجُ وتزدحمُ بالزوار طوال اليوم ولا أُبالغ. أي وقت يخطر ببالك سوف تجد من يزورني إما جائعاً أو مُتضجراً من الدراسة أو مُتخاصماً مع أحد أصدقائه أو ناوياً للسهر حتى الصبح. بعد فترة، وجدتُ نفسي بعيداً عن الدراسة أو بالأصح لم أجد لها وقتاً. فخطرت ببالي فكرة وهي وضع مواعيد للزيارة!. وفعلتها ولصقتها على باب الغرفة وأي أحد عنده ملاحظة، يكتبها. وصلتني ملاحظات كثيرة تطالب بإلغاء هذا الشرط التعسفي - كما اعتبروه. ومن بين تلك الملاحظات كانت هذه القصاصة والتي بعدها قمت بتمزيق ورقة المواعيد واستبدلتها بعبارة: أهلاً وسهلاً بكم في أي وقت J. الخلاصة، العطاء ليس شرطاً أن يكون مالاً، يمكن أن يكون وقتاً!!.