من أنا

صورتي
صلاله, Oman
إقرأ .. أجمل ماتقرأ.. أكتب.. وأجمل ماتكتب.. أحفظ .. وأجمل ماتحفظ .. حدث به الآخرين.

الأربعاء، 26 فبراير 2014

محمد الطموح ..




كنت على متن إحدى الطائرات في طريق العودة إلى أرض الوطن وإذا بي أتفاجأ بوجود المضيف الجوي محمد .. كان محمد يعمل معي في الدائرة التي أديرها بوظيفة بسيطة. وفي أحد الأيام، قال لي أن أمنيته منذ طفولته أن يكون مضيفاً جوياً، فقلت له: ما المانع أن تكون كذلك؟.. سكت ولم تكن لديه إجابة. قلت له: إن شاء الله سوف تكون أفضل مضيف جوي. تابعت معه خطوات تحقيق أمنيته، فأجتاز الإختبارات الأولية ثم إلتحق بدورة لغة إنجليزية لكي يجتاز إختبار اللغة ولكنه أخفق المرة الأولى.. لم يستسلم محمد بل قابل ذلك بنوع من التحدى والإصرار والثقة.. كان كله حماس. في المرة الثانية، إجتاز الإختبار.

الآن عليه أن يقدم استقالته من عمله الحالي ويلتحق بدورة تدريبية لمد ثلاثة أشهر وبعدها إما أن ينجح أو لا. ساوره بعض الخوف والذي لم يدم طويلاً، فقرر أن يتخلص من ذلك الخوف الوهمي. قيل عن محمد أنه مجنون ومتهور، كيف يترك وظيفة حكومية ويتجه إلى شركة وعمل مجهد؟. وفعلها محمد، فقد أسعدني كثيراً عندما أتصل بي لكي يخبرني بتفوقه في الدورة.

الذي تحدث عن تهور محمد، مازال في مكانه ومحمد الأن تغيرت حياته للأفضل لأنه اختار بنفسه العمل الذي يحبه. تغير مسكنه وتغيرت سيارته وتغير راتبه والأهم من ذلك، تغيرت أفكاره.  محمد طموح جداً، أبهرني عندما أخبرني في الطائرة أنه سوف يكمل دراسته في مجال الطيران. أثلجت صدري يامحمد، كم أنت رائع يامحمد!. وبعدها بفترة، أرسل لي صورته وهو في أكاديمية الطيران بتشيكوسلوفاكيا. وبعدها بعدة شهور، أرسل لي مقطع فيديو وهو يقود طائرة!!!. نعم أصبح محمد طيار.