من أنا

صورتي
صلاله, Oman
إقرأ .. أجمل ماتقرأ.. أكتب.. وأجمل ماتكتب.. أحفظ .. وأجمل ماتحفظ .. حدث به الآخرين.

الثلاثاء، 9 فبراير 2021

خالد وأخباره ..

من يود أن يتعرف على خالد، فليقرأ تدوينة "ماهي أمنيتك يا ابني؟" وتدوينة " هل القراءة هواية؟"

(1)    

قابلت أم محمد وخالد جارتها أم عبدالله - عبدالله في نفس الصف الدراسي مع خالد. وبدأ الحديث عن الدراسة والمدرسة. سألت أم عبدالله: كيف خالد مع الدراسة؟ سمعت عبدالله يقول أن الأستاذ طلب منهم كتابة بحث. ردت أم خالد: نعم، وما شاء الله خالد بدأ يبحث ويكتب البحث. تفاجأت أم عبدالله من رد أم خالد سائلةً: خالد بيكتب بنفسه البحث؟!!. قالت أم خالد: نعم، وبالمحاولة والخطأ سوف يتعلم وخاصة مثل ما تعرفِ، أنه عندما يدخل الجامعة بإذن الله سوف يطلبوا منه كتابة بحوث ومشاريع كثيرة. وبعدها شعرت أم عبدالله بالحزن من تصرف أبو عبدالله وهو يشتري البحث جاهز من المكتبة. لا عبدالله يعرف شيئاً عن البحث سوى العنوان ولا تعلم كيف يكتب بحث والأدهى والأمرّ من ذلك أن عبدالله تعلم الغش والكذب والخداع لأنه يعلم أن المعلم الذي قَبِل أن يستلم البحث منه، يعلم أنه اشتراه من المكتبة!!!. ويا ترى، من المخطئ؟ هل عبدالله أم أبوه أم المعلم؟

 

 

(2)    

لاحظت أم خالد سيارة صغيرة وقفت أمام بيت جارتها أم عبدالله. وإذا بمدرس الرياضيات يخرج من السيارة متجهاً إلى داخل بيت عبدالله. سألت أم خالد باستنكار: هل عبدالله يأخذ دروس خصوصية؟! قالت أم عبدالله: نعم، يأخذ رياضيات وإنجليزي وعلوم وكنا نريده يأخذ لغة عربية لأنه ضعيف فيها لكن لم نستطع مالياً!. ولكي ترد لها السؤال بسؤال استنكاري، قالت لها: وكيف خالد مع الدروس الخصوصية؟!!. ردت أم خالد بهدوء: خالد لا يأخذ دروس خصوصية، فقط يعتمد على نفسه. نعم، في البداية واجهنا صعوبة ولكن بعدها تأقلم وصار يذاكر أول بأول والحمد لله مثل ما تعرفين عن تفوق خالد في الدراسة. وما أعتقد أن جميع الطلاب يأخذون دروس خصوصية. أعرف واحد دكتور عنده أربعة ابناء، الكبير الحين في الجامعة والبقية ما شاء الله عليهم متفوقين. سألت أم عبدالله: والله؟، من هو؟ قالت أم خالد: تعالي أخبرك في أذنك. تفاجأت أم عبدالله وقالت: ما شاء الله عليهم!!.

(3)    

جاء عبدالله بعد صلاة العصر للعب مع خالد كرة قدم داخل حوش بيته. نادت أم خالد بصوت مسموع: خالد، هل قرأت قرآن اليوم. رد خالد: نعم يا أمي، قبل ساعة. لعِبَا وظل عبدالله مشغول البال بخالد وقراءة القرآن حتى قبيل المغرب. وبعد الانتهاء من اللعب، رجع عبدالله إلى بيته وقال لأمه: تصدقين أن خالد يقرأ قرآن كل يوم!. ردت: ما شاء الله عليه،، سوف أتصل بأمه لمعرفة التفاصيل. ومن خلال الاتصال، عرفت أن خالد وأخوانه يقرأون كل يوم ربع حزب من أول يوم في عيد الفطر حيث لديهم خطة بذلك ويستمروا حتى شهر رمضان القادم. بهذه الطريقة، يختموا القرآن في ثمانية أشهر. واتّباع مبدأ، قليلٌ مستمر خيرٌ من كثيرٍ منقطع. أُعجِبت أم عبدالله بالفكرة وأخذت نسخة من جدول الخطة من أم خالد وبدأ عبدالله بقراءة القرآن يومياً.

(4)    

استغرب خالد من تصرفٍ يقوم به أبيه،كلما أَقبَلتْ أخته على أبيه -  والتي عمرها الآن 16 عاماً، يُقّبِل جبينها. وفي أحد الأيام، سأل خالد أمه عن ذلك وقالت له: أما سمعت من قبل أن النبي (ص) كان يُقّبِل ابنته فاطمة بين عينيها كلما جاءت إليه؟. لهذا السبب يفعل أباك، اقتداءً بسنة نبيه. رد خالد: الآن عرفت لماذا ترجع أختي فرحانه عندما تقابل أبي!. للآسف الكثير يغفل هذا التعامل الراقي مع بناته والذي يغرس في نفوسهن العزة والثقة بالنفس وتقدير الذات. خاصةً أن تلك القُبلة يعتبرها الأب رسول محبة وفخر لابنته. ختم خالد الحوار قائلاً: عندما أكبر، سوف أُقّبِل جبين بناتي كل يوم. كانت أم سعيد – إحدى الجارات – حاضرة هذا الحوار الجميل بين خالد وأمه. وبدون تردد، خرجت من عندهم مسرعةً ومتلهفةً لتخبر أبو سعيد وبناتها بذلك. وبعد أول قُبلة بين عيني بنته الكبرى، انهمرت الدموع من عيونهم!.

(5)    

اعتادت أم محمد أن تصل مبكراً قبل أخواتها في التجمع العائلي الأسبوعي. تُقّبِل رأس أمها وتضع عباءتها جانباً وتبدأ الحديث مع أمها. وعادةً أمها تسأل عن خالد قبل أي أحد من أخوانه وأخواته. خالد بالنسبة لجدته مصدر السعادة والحب. تحضنه وتقّبله بعد أن يقّبل رأسها ويقول لها: كيف حالك يا جدتي؟!. فقط كان خالد يسألها عن حالها وهي بدورها تبدأ بالجواب وكأنها تخاطب شخص كبير: الحمد لله، هذا نحن في حبوب الضغط والسكري. قبل يومين أكلت رز كثير وأرتفع السكري لكن الحمد لله، اليوم قست وقالوا نزل إلى المعدل الطبيعي. ذلك السؤال السحري الذي أَسَر قلب الجدة بخالد. عندما سألت أمه عن سر  شغف الجدة بخالد: قالت لها الجدة وهي مسرورة: فديت خالد، يسألني عن حالي. فقط سؤال بسيط الكلمات لكن عميق المعنى وغزير المشاعر. كيف حالك يا جدتي؟ أو بالأحرى، كيف حالش يا حبوبه؟!.