من أنا

صورتي
صلاله, Oman
إقرأ .. أجمل ماتقرأ.. أكتب.. وأجمل ماتكتب.. أحفظ .. وأجمل ماتحفظ .. حدث به الآخرين.

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

المفتاح الرابع

الكلمات الايجابية

يستخدم العديد من الآباء والأمهات وحتى المعلمين والمعلمات كلمات سلبية مثل أنت غبي، وأنت كسلان، وأنت ما تفهم، ويا كلب، ويا حمار. ويعود سبب استخدام هذه الألفاظ إلى إظهار حالة الغضب والإستياء من تصرفات ابناءنا وطلابنا. في حين يدل هذا التصرف على عدم وعي أولياء الأمور وكذلك المعلمين بخطورة استخدام تلك الألفاظ على سلوك وتصرفات الابناء. بحيث تؤثر سلباً على مشاعرهم وأحاسيسهم ومن ثم تؤثر على أفكارهم.

في أحد الأيام، سمعت أحدهم يعطي أوامر لأحد ابناءه ويقول له: اجلس يا كلب. وللأخر: اذهب والعب هناك يا كلب. وللثالث: احضر ذلك الشئ يا كلب. في الواقع، ذُهلتُ من تصرفه واستنكرت طريقته، ثم نظرة إلى ابناءه وجدتهم في حالة يرثى لها ولا ينقصهم سوى أن ينبحوا كالكلاب من كثر ما سمعوا هذه الصفة من أبيهم، وسألته:لماذا تنعت ابناءك بالكلاب؟ هل هم حقا كلاب؟. عندها، سكت لبرهة وراجع نفسه وتغير فوراً ولم اسمعه مرة أخرى يناديهم بالكلاب. وكذلك الطالب الذي يسمع دائماً أنت غبي .. أنت غبي ممن حوله كولي أمره ومعلمه، فإنه يثبت لهم ذلك وتظهر عليه علامات وتصرفات الغباء ويضعف مستواه الدراسي. وبعد ذلك نسأله: لماذا مستواك الدراسي متدني؟!!.

جاءني يوماً ابني – خمس سنوات -  وقال لي فرحاً: بابا .. بابا إخترعت مظلة. قلت له مهتماً: أرني إياها، وإذا هي عبارة عن قلم وفوقه ورقة. فقلت له: ما شاء الله عليك .. أنت مخترع !!. ركض فوراً إلى أمه وقال لها: ماما .. ماما أنا ليس اسمي عمرو. قالت له: ما اسمك؟ قال لها: أنا اسمي مخترع. فعلينا أن نستخدم الكلمات الإيجابية مثل أنت بطل، أنت شاطر، أنت ذكي، أنت قوي، أنت مخترع، وهكذا. فالطفل يحاول جاهداً أن يثبت الصفة المقرونة بضمير "أنت". وبدوره تساعد الابناء بطرق غير مباشرة على تحسين وتطوير المستوى الدراسي. إلى اللقاء مع مفتاح آخر.