من أنا

صورتي
صلاله, Oman
إقرأ .. أجمل ماتقرأ.. أكتب.. وأجمل ماتكتب.. أحفظ .. وأجمل ماتحفظ .. حدث به الآخرين.

الثلاثاء، 29 مايو 2012

المفتاح الثالث

اللعب مع الأبناء

لن أتحدث هنا عن اللعب وأهميته في نمو الطفل ولا عن أنواعه ولا عن دوره في تنشئة طفل سليم بدنياً وذهنياً، وإنما أود أن أركز بصورة أوضح على أثر لعب الكبار مع الأطفال. وخير مثال على ذلك، لعب نبينا (ص) مع حفيديه الحسن والحسين رضي الله عنهما.

أطفالنا بحاجة إلى أن نلعب معهم. البعض منا يشتري لابنائه الألعاب ويقولوا لهم إذهبوا وإلعبوا بعيداً !! هم لا يريدون أن يلعبوا بعيداً وإنما يريدونك أن تلعب معهم. ومن أراد أن يرى السعادة الحقيقية على وجه إنسان، فعليه أن يقول لابنه هيا بنا نلعب معاً. يا لها من سعادة!!، يكاد الابن يطير فرحاً. وإن كنت تريد أن تعرف أنه مستمتع باللعب معك فقل له: خلاص، سوف نتوقف عن اللعب. سوف يتوسل إليك ويلح عليك لكي تستمر باللعب معه.

اللعب مع الابناء يساهم في زرع الثقة وكذلك يشعره بحنانك وحبك له. اللعب مع الابناء يساعد في وجود بيئة إبداعية. حينها، يحاول الابن أن يظهر ما لديه من قدرات ومهارات لكي يلفت إنتباهك وتثني عليه. إلعبوا مع ابناءكم وأحصدوا منهم سلوكيات وطباع رائعة بعيدة كل البعد عن الشقاوة والعناد. في فترة الإختبارات، قال لي ابني: غداً عندي اختبار رياضيات ولن أذاكر لأن مادة الرياضيات سهلة جداً، فما رأيك أن نذهب إلى النادي ونلعب لعبة الريشة؟ قلت له بدون تردد: هيا بنا. في حين أن معظم الطلاب في حالة طوارئ!!. ولله الحمد حصل على نتيجة رائعة في الرياضيات (A). إلى اللقاء مع مفتاح آخر قريباً.

 

 

الخميس، 10 مايو 2012

مقالة الدكتور أحمد المعشني بجريدة الوطن

رحاب
أشعرني بأهميتي!

في حلقة مسجلة للعرض في الملتقى الأول للمدارس الخاصة بمحافظة ظفار؛ أجريت لقاء مع اثنين من الآباء ممن لهم تجارب ناجحة في تربية الأبناء؛ الأول هو الأستاذ سالم بن أحمد فرج الغساني، مؤلف كتاب "الدليل والطريق" وهو مرب فاضل يعمل في وزارة التربية والتعليم منذ أكثر من ربع قرن. والثاني هو المهندس ياسر عبيدون وهو شاب يتمتع بتجارب ناجحة ومقدرة في مجال التدريب وتنمية الذات. سألتهما عن الأسلوب التربوي القويم الذي، اتبعه كل منهما في تربية ابنائه، وجميع من أعرف من ابنائهما متميزون خلقا وعلما ودينا؛ بدأت بسؤال الأستاذ سالم الغساني الذي أكدّ اعتماده مبدأ التربية بالوقاية من الانحراف من خلال أسلوب التربية بالقدوة. فقد حرص منذ فترة مبكرة جدا من نشأة أبنائه أن يكون خير قدوة لهم، باعتبار أن أعين الصغار تلتقط مشاهد حياة الكبار وتحاكيها. وبهذا الأسلوب استطاع أن يعبر بأبنائه قنطرة المراهقة بأمان، واجتاز بهم جميع مراحل التعليم بامتياز؛ حتى استطاعوا أن يختموا تعليمهم بنفس التفوق الذي دأبوا عليه منذ نشأتهم الدراسية الأولى. ما وقر في قلبي من تجربة هذا الأب؛ هو أن التربية الأخلاقية للابناء ليست صمام الأمان للحماية من الانحراف فحسب؛ بل تعتبر من أظهر أسباب التفوق العقلي والدراسي والمهني. فالتربية الأخلاقية توفر الأمان العقلي والوقاية الصحية و السلوكية معا. ثم توجهت بنفس السؤال إلى المهندس ياسر عبيدون الذي شدّد على نهج التربية بالحب، وتطبيق مبدأ التحفيز والبحث في شخصية الطفل عن عوامل التميز بكل أنواعه؛ سواء أكان خلقيا أو دراسيا أو ما يتعلق منه بالموهبة بكل أشكالها. وأكدّ أن مهمة المربين من آباء ومعلمين تتمثل في البحث عن أسباب النباهة لدى الأبناء لإيقاظها وتلميعها بالتشجيع والتدريب. و جذب انتباه الحضور إلى لوحة كتب عليها عبارات هرمية ملونة تتضمن قائمة تبدأ بالتعليمات" الأفكار" وتتضمن ما يريده الآباء من الأبناء، ثم ما يريده الأبناء من الآباء" المشاعر" ثم النتائج. ويعزو اخافق بعض الآباء والمربين إلى تركيزهم على استخدام عبارات من قبيل " افعل! لا تفعل! لماذا تفعل كذا وكذا؟! أريدك أن تفعل كذا؟" و الأفضل أن نركز على تنبيه مشاعر التوافق والألفة ، كأن نقول ونحن نخاطبهم: أنا أحبك، أنا فخور بك، أشعر بوجودك. فبدلا من التفكير بما نريده من الأبناء علينا أن نسأل أنفسنا ماذا يريد الإبناء منا؟! وأثناء حديثه رفع لوحا جميلا مكتوبا عليه بخط واضح " أشعرني بأهميتي" مؤكدا أن من بين أهم الحاجات العاطفية لكل إنسان؛ هي اشعاره بالأهمية. ويمكنك أن تتخيل كل إنسان تقابله كما لو كان يحمل لافتة كبيرة فوق رأسه تتضمن عبارة " أشعرني بأهميتي!" وختم كلامه متسائلا: كم مرة أشعرت ابنك بأهميته؟!
د. أحمد بن علي المعشني
رئيس مركز النجاح للتنمية البشرية